لا إِله إلا انت سبحانك اني كنت من الظالمين ---- حسبى الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ---- رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد عليه افضل الصلاة والسلام نبيا رسولا ---- لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ---- يارب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ---- وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

هل سنستمر؟؟؟

الحمد لله الذي يسرنا لليسرى, وشرح صدورنا للذكرى, وجعل زهرات متفتقة من هذا البلد الحبيب تطمح بل تحث على إصدار مجلة بالمدرسة, يطلقون فيها العنان لأقلامهم الحرة, ولأفكارهم البريئة, ويفجرون كل ما يحملونه بين ضلوعهم من مواهب تكاد تنفجر أو أخالها كذلك؛ وفي خِضَمِّ التفكير والمقارنة بين هذا المطلب الطلابي – الذي أراه موضوعيا وإن كان ليس جديا – وبين صعوبة المهمة وكثرة المشاغل, جال في خاطري قول الشافعى محمد ابن إدريس رحمه الله ( إذا لم تشغل نفسك بالحق شغلتك بالباطل ). وجدتُني مائلا إلى أن أشغل هؤلاء الطلبة بموضوعات يحررونها, وخواطر يدونونها, وظواهر اجتماعية يعالجونها, وأفكار يَزِنونها. وافقت على إصدار عدد تجريبي من هذه المجلة!! وافقت وفي قلبي شيء من الإستمرارية!!!
لأنه من خلال تجربتي المتواضعة في الأعمال الثقافية رأيت الإندفاع والحماسة في بداية كل عمل ثقافي, لكنه كسحابة صيف سرعان ما تنقشع ويظهر الصفاء... ويقف المشروع في بداية الأشغال لأننا نعاني من الإستمرارية. فهل سنستمر؟؟؟

( كانت هذه افتتاحية العدد التجريبي من مجلة الذكرى) بقلم رئيس التحرير: ع / ماموني

الخميس، 18 ديسمبر 2014

المولد النبوي الشريف (خطبة)



الحمدُ للهِ ثمَّ الحمدُ لله ، أحمدُكَ ربِّي كما ينبغي لجلال ِوجهكَ وعظيم ِسُلطانِكَ ، لكَ الحمدُ مِلأ َ السماواتِ والأرض ِ، ومِلأ َما شئتَ من شيءٍ بعدَهُمَا، لكَ العُتبى حتى ترضى، ولا حولَ ولا قوة َ إلاَّ بك . وأصلي وأسلمُ على نـبيِّكَ الأواهِ ، الرحمةِ المُهداهِ ، محمدٍ بن ِعبدِ اللهِ ، صاحبِ الرسالةِ المُجتباةِ ، والأمَّةِ المُصطفاةِ ، وعلى آلهِ وأصحابهِ وأتباعهِ ومن والاهُ ، صلاة ًدائمة ًطيبة ًمباركاً فيها . وأشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، القائلُ في كتابهِ المبين ِ( لقد مَنَّ اللهُ على المؤمنينَ إذ بَعَثَ فيهم رسولا ًمِن أنفسهم يتلوا عليهم آياتِهِ ويُزكيهم ويُعلمُهُمُ الكتابَ والحِكمة َوإن كانوا من قبلُ لفي ضلال ٍمبين {164}) آل عمران .
وأشهدُ أن سيدَنا محمداً عبدُهُ ورسولـُهُ ، وصفيُّهُ من خيرةِ خلقهِ وخليلـُهُ، بَلـَّغ َرسالتهُ، وأدَّى أمانتـَهُ، ونصحَ أمَّتـَهُ فقالَ : ( تركتـُكُم على مِحَجَّةٍ بيضاءَ ليلِـهَا كنهارِهَا لا يزيغُ عنها إلاَّ هالك، ولا يتنكـَّبُهَا إلاَّ ضالٌ أو مُضل)  صلى عليكَ اللهُ يا علمَ الهُدى ، وإمامَ التقى، ما هبتِ النسائمُ، وما ناحت على الأيكِ الحمائمُ  وبعدُ أيُّها المُسلمونَ : يا أمَّة َالهادي محمدٍ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ أَصغوا بقلوبـِكم، واحفظوا بصدورِكُم قولَ ربكم : ( لقد جاءَكم رسولٌ مِنْ أنفسِكُم عزيزٌ عليهِ ما عنِتـُّم حريصٌ عليكم بالمؤمنينَ رؤوفٌ رحيم{128}) التوبة .
اللهُ أكبرُ يا نبيَّ اللهِ ما أعظمكَ عندَ ربِّكَ، وعندَ مَن عَظـَّمَكَ.  أسماءٌ من أسمائِهِ الحُسنى سمَّاها لِنبيِّ الرحمةِ والهدى ، فغاية ُإرسالِهِ أنهُ رحمة ٌ للعالمينََ ، وهداية ٌللموقنينَ,لأنهُ كما مَدَحَهُ ربُّهُ،عزيزٌ ورؤوفٌ ورحيمٌ ، وغيرِهَا منَ الأوصافِ التي ما وَصَفهَا لنبي ٍقبلـَهُ قط , وكلـُّهُم كـُرَماءُ على اللهِ ، ولكنـَّهُ أكرَمُ الأكرمينَ ، وسيدُ المُرسلينَ، محمدٌ وأحمدٌ ومحمودٌ في العالمين. و واللهِ لو جازَ لنا أن نسجدَ لأحدٍ غيرِ اللهِ لسجدنا لهُ ، لِرفعةِ منزلتِـهِ ، وعِظم ِشأنِـهِ ، وعُلوِ كعبـِهِ .أيُّها الإخوة ُالأحبَّة ُ: ذكرَ ابنُ هشام ٍفي سيرَتِهِ أنَّ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ وُلِدَ يَومَ الإثنين ِلاثني عَشْرَة َ ليلةٍ خَلتْ، من شهرِ ربيع ٍالأول ِلعام ِالفيل ِ.
وُلِدَ الهُدى فالكائناتُ ضياءُ وَفمُ الزمان ِتبسُّمٌ وثناءُ
أجلْ،أكرمَ اللهُ الخلقَ بمولدِهِ،فهلت بهِ بشائرُ الإسلام ِالعالميِّ العظيم، فقد كانَ عليهِ السلامُ خاتمَ النبيينَ لآخرِ وخيرِ أمَّةٍ أخرجتْ للناس ِأجمعين .
وقد قالَ اللهُ تباركَ وتعالى بحقـِّهِ: (يا أيُّها النبيُّ إنا أرسلناكَ شاهداً ومبشراً ونذيراً{45} وداعياً إلى اللهِ بإذنِهِ وسراجاً منيراً{46}) الأحزاب . وُلدَ الحبيبُ المُصطفى، فاصطفاهُ ربُّهُ من خِيرَةِ خلقهِ واجتباهُ، فكانَ المُصطصفى . ولم يجعل ِاللهُ في الكون ِكلـِّهِ رجلاً مَحلَّ تأس ٍوإقتداءٍ إلاَّ هو. كيفَ لا وقد قالَ فيهِ ربُّهُ جلَّ في عُلاهُ: ( لقد كانَ لكم في رسول ِ اللهِ أسوة ٌحَسَنة ٌ لمن كانَ يرجوا اللهَ واليومَ الآخرَ وذكرَ اللهَ كثيراً{21} ) الأحزاب. فهوَ النـَّـبيُّ المُوحى إليهِ من ربِّهِ. إخوتي وأحبَّـتي : تهلُّ علينا يومَ غدٍ السبتِ ذكرى مولدِ الهادي عليهِ السلامُ . وكالعادةِ في مثل ِهذا اليوم ِيقومُ الأمراءُ والعلماءُ بقصِّ الشريطِ لتبدأَالإحتفالاتُ بمولدهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ , فتقامُ الموالدُ، وترتلُ الموشحاتُ والقصائد ، وسيجعلوهُ السندَ، ويرجُونهُ المددَ، حتى يكادُوا يُألهونهُ، وستقومُ الدولُ العربية ُبتعطيل ِالمؤسساتِ والدوائرِ الحكوميةِ، لتـُغلـَقَ المدارسُ والمعاهدُ والجامعاتُ بمناسبةِ هذهِ الذكرى، وقد جعلوا منها عيداً جديداً أسمَوْهُ عيدَ المولدِ النبويِّ. مخالفينَ بفِعلهم هذا, هَديَ النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ، بَدَلَ أن تـُستغلَّ مثلُ هذهِ المواقفِ كما فعلَ صاحبُ الذكرى، حيثُ كانَ يتقصدُ الحجيجَ، ويغشى الناسَ بالأفراح ِ والأتراح ِوالمناسباتِ، يدعوهُم لعبادةِ اللهِ على بصيرةٍ . والواجبُ علينا أنْ نجعلَ من هذهِ الذكرى العَطِرَةِ موقفاً مَعَ الذاتِ لمحاسبةِ النفس ِعلى ما فرَّطـَتْ في جنبِ اللهِ ورسولِهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ صاحبِ الذكرى . أيُّها الناسُ: كانَ محمدٌ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ نبياً ورسولاً، وكانَ بشراً كسائرِ البشرِ، وكانَ زوجاً، وحاكماً، وقاضياً، وأميراً للجهادِ . وقد أوصَانا قبلَ موتِهِ بوصَايا غالياتٍ, وَحَذرَنا مخالفة َأمرهِ. أوَليسَ منَ الحِكمَةِ والإنصافِ ، أن نلتزمَ وصَايا سيدِ الناس ِ.
وَهَاكُمْ بعضٌ من وصاياهُ المأمورينَ باتباعِهَا.  يقولُ الرسولُ الأكرمُ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: ( تركتُ فيكم ما إن تمسكتم بهِ فلن تضلوا بعدي أبداً، كتابَ اللهِ وَسُنتي) وكتابُ اللهِ هو الفرقانُ الذي أنزلهُ على عبدِهِ ليكونَ للعالمينَ نذيراً. وسنتي أيّ طريقتي . ويقولُ أيضاً: (من رَغبَ عن سنتي فليسَ مني) أيّ : من حادَ عنها وتركها. وسُنـَّتـُهُ عليهِ السلامُ هي كُلُّ ما صَدَرَ عنهُ من قول ٍأو فعل ٍأو إقرارٍ أو هَمّ . ومنها الواجبُ والمندوبُ والمباحُ . ومنها نهيُهُ الجازمُ وهو الحرامُ، وغيرُ الجازم ِوهو المكروهُ . وكانت مواقِفهُ مبدئية ً، فمَا هادنَ , ولا داهنَ, ولا تنازلَ , ولا زلَّ, كانَ محلَّ الأسوةِ، وصاحبَ القدوةِ , وهذا موقفٌ عظيمٌ لصانع ِالمواقفِ العظيمةِ في الأوقاتِ العصيبةِ فالتزموا هُدَاهُ ( يا عَمُّ، واللهِ لو وضعوا الشمسَ في يميني والقمرَ في يساري على أن أتركَ هذا الأمرَ ما تركتـُهُ حتى يُظهرَهُ اللهُ ،أو أهلـَكَ فيهِ ما ترَكتهُ). وأيُّ أمرٍ هذا إنهُ نفسُ الأمرِ الذي قالَ فيهِ ( سَيَبلغ ُهذا الأمرُ ما بلغ َالليلُ والنهار) والأمرُ هنا هو الإسلامُ، وأيُّ إسلام ٍ إنـَّهُ الإسلامُ بمجموعِهِ بعقيدتهِ المُتميزَةِ , المُتفردَةِ بالوحدانيةِ والربوبيةِ والتدبير، وما انبثقَ منها وعنها من أفكارٍ وأنظمةٍ مُجتمِعَةٍ ومعالجاتٍ محددةٍ ، غيرِ مجزأةٍ ولا أنصافِ حلول.
جاءنا الهادي عليهِ السلامُ بالإسلام ِالتامِّ والكامل ِ, منَ الكامل ِكمالاً مطلقاً جلَّ وعلا .
وصدق الله: (اليومَ أكملتُ لكم دينـَكُم، وأتمَمتُ عليكُم نعمتي، ورضيتُ لكُمُ الإسلامَ دينا{3}) المائده . فهل ِالتامُّ بحاجةٍ لإتمام، أوِ الكاملُ بحاجةٍ لإكمال لا وربِّي فلا تزيدوا عليهِ ما ليسَ منهُ، ولا تنسِبُوا إليهِ ما ليسَ فيه. إخوتي في اللهِ وأحبتي: يقولُ صلواتُ ربِّي وسلامُهُ عليهِ، وهذهِ من وصاياهُ ( لا تـُخزوني ) عُذراً أبا القاسم، أمَّة ُالإسلام ِاليومَ في ذكرى مولِدِكَ في كربٍ عظيم، وبلاءٍ جسيم ٍ، فلم تتعظ ، ولم تعتبر، وقد تركت حُكمَ اللهِ وسلطانـَهُ ظِهرياً، واتخذتْ من شياطين ِالإنس ِأنداداً وأعوانا. ومن وصاياهُ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ : (خذوا عني مناسِكـَكُم) فالتزمنا مناسكَ الحج ِّوالعُمرة ِكما أمرَ . ومن وصاياهُ: ( صلوا كما رأيتموني أصلي) وها نحنُ قد وَقفنا بينَ يدي ِاللهِ راكعينَ وساجدينَ ، مُسبحينَ وحامدينَ ، نصلي كما بيَّنَ صاحبُ القدوة ِ, ومحلُّ الأسوة .ومن وصاياهُ: (عليكُم بسُنتي وسُّـنة َالخلفاءِ الراشدينَ المهديينَ من بَعدي , عَضُّوا عليها بالنواجذِ . ومُحذراً ( إيَّاكم وَمُحدَثاتِ الأمورِ)
فقد وقعَتِ المحظوراتُ سيدي رسولَ اللهِ جبراً عني، بغير إقرارٍ مني ، لم أكن عوناً لظهورِها، بل، سَلكتُ للتغييرِ طريقـَكَ ، وللنهضةِ سبيلـَكَ ، ولن أحيدَ عنهُ قيدَ أ ُنمُلةٍ ، ولن أكونَ للخائنينَ خصيماً، أيّ: مخاصماً عنهم، مجادلاً للمحقين بسببهم . فقد ظهَرتِ المُحدَثاتُ والبدع ُ، من ديمقراطيةٍ ، واشتراكيةٍ، وأفكارٍ وثقافاتٍ غربيةٍ لا تـُمِتُّ للإسلام ِ بصلةٍ .
وصارَ للكافرينَ على المؤمنينَ سبيلٌ بعدَ غيابِ الإسلام ِوتقطيع ِأوصال ِالمسلمينَ، بظهورِ الرويبضاتِ ، وحُكم ِالصِبيان ِ، وولايةِ السفهاء ِ، فعُطـِّلَ شرع ُاللهِ ، حُرِّمَ حلالـُهُ، وأ ُحِلَّ حرامُهُ، وأبيحَ الربا، والصلحَ مَعَ يهودٍ، واحتـُكِمَ للطاغوتِ، وعطـِّلَ الجهادُ، وأُغلِقَ بابُ الإجتهادِ , بتقاعُسِهم عن الغايةِ الأسمى،ألا وهيَ نشرُالإسلام ِللناس ِأجمعين. ومن وصاياهُ: ( وَمَن ماتَ وليسَ في عُنقهِ بيعة ٌماتَ ميتة ًجاهلية ً) فأينَ خليفتـُكُمُ العادلُ لتبايعوهُ على السمع ِوالطاعةِ فتـَبرَأ َذمَّتـُكُم أيُّها المُسلمونومن وصاياهُ: ( لحدٌّ يقامُ في الأرض ِ خيرٌ من أن تمطروا أربعينَ خريفاً) فأينَ إمامُكـُم وجُنـَّتكُمْ،ليقاتلَ من ورائهِ ويُتقى بهِ، فيُقيمَ الحدودَ على مُستحقيها, لتكونَ زواجرَ وجوابرَ،فبها حياتـُكُم أيُّها المُسلمون ومن وصاياهُ: ( إذا بُويعَ لخليفتين ِفاقتلوا الآخِرَ منهما) خليفتانَ يحكمانَ بشرع ِاللهِ ، يٌقتلُ الثاني يا مُسلمون فكيفَ ببضع ٍوخمسينَ عبداً يحكمونَ بغيرِ ما أنزلَ اللهُ فحرامٌ عليكُمُ السكوتُ عنهم ، أوِ الرضا بحكمِهم .ومن وصاياهُ : (من أرادَ أن يُفرقَ أمرَ هذهِ الأمةِ وهيَ جميعٌ فاضربوهُ بالسيفِ كائناً من كان) فالأمة ُاليومَ شذرَ مَذرَ كأيدي سبأ، ولن تجتمعَ إلاَّ بالخلافةِ . ومن وصاياهُ: (من استطاع َمنكم أن لا ينامَ نوماً، ولا يُصبحُ صُبحاً، إلاَّ وعليهِ إمامٌ فليفعل) ومن وصاياهُ أيضاً: (من جَعَلَ الهُمومَ همَّاً واحداً كفـَاهُ اللهُ ما أهمَّهُ من أمرِ الدنيا والآخرةِ ، ومن تشاعبَت بهِ الهُمومُ لم يُبال ِاللهُ في أيِّ أوديةِ الدنيا هلك). وصدقَ رسولُ اللهِ : ( من أصبحَ وهَمُّهُ غيرَ اللهِ ، فليسَ منَ اللهِ ، ومن أصبحَ لا يهتمَّ بالمسلمينَ فليسَ منهم ) أيها المسلمونَ , أيها الموحدون : آللهُ أمَرََكم بإنشاءِ حكومةِ وحدةٍ وطنيةٍ تضمَّ تحتَ سقفها المسلمَ والنصرانيَّ والعلمانيَّ والشيوعي والمرجعية ُتكونُ برأي الأغلبية وصاحبُ الذكرى يُحذركم فيقول عنها : دعوها فإنها مُنتنة .وهل من هدي ِصاحبِ الذكرى صلواتُ ربِّي وسلامُهُ عليه أن تـُحاكَ المؤامراتُ , بحقِّ فلسطينَ السليبةِ وأين في جوار بيت الله الحرام ِمرة ًليست بالبعيدةِ ومن الرياض ِتارة ًأخرى , لتكون الخياناتُ هناك بحقِّ بيتِ المقدس ِ, مَهدِ الأنبياء , ومَسرى النبيِّ الهادي صاحبِ الذكرى بدلَ أن يجتمعوا لتجييش ِجيوشهم , فيأمروا قواتهم بالقضاء على يهودَ الملاعين , فيجتثوهم من جذورهم , ويستأصوا شأفتهم , أما أن يقومَ شرذمة ٌقليلونَ يدَّعونَ تمثيلَ الأمةِ بمناشدةِ يهودَ واستجدائِهم القبولَ بالتطبيع ِالكامل معهم , وفي هذا تضييع ٌ لحقِّ المسلمين وخيانة ٌللأرض ِالمباركةِ الطهور . وإنها والله لخيانة ٌما بعدَها خيانة , وإجرامٌ بحقَّ مسرى نبيِّ اللهِ الهادي ما بعدَة ُإجرام
أيها الناس : آللهُ أمرَكم بالتطبيع ِمَع يَهود ألدِّ أعداءِ اللهِ في الأرض  آللهُ أمرَكم أن تجعلوا من الغاصبِ المحتل ِصاحباً للدارِ وتقوموا باستجدائِهِ ليرضى عنكم لا وربي , لا وربي , لا وربي .ما لكم كيف تحكمون  فلن يزيدكم يهودُ إلاَّ خبالا  فاتقوا الله في أنفسِكم , واتقوهُ في أعمالِكم , واتقوهُ في تصرفاتِكم , واتقوهُ في أفعالِكم , واتقوهُ واحذروا سطوتهُ وعذابَهُ , إن عذابَهُ أليمٌ شديد . ادعوا اللهَ وأنتم مُوقنونَ بالإجابةِ فيا فوزَ المستغفرينَ استغفروا الله .
الخطبة الثانية :
الحمدُ للهِ ذي الطـَّول ِوالإنعام،أكرَمَنا بالإيمان ِ، وأنعمَ علينا بالإسلام ِ. والصلاة ُوالسلامُ على خيرِ الأنام، وخاتم ِالأنبياءِ والرسل ِالكِرام، صلاة ًدائمة ًطيبة ً مباركاً فيها، تليقُ بصاحبِ الذكرى . صلى اللهُ على مُحمدٍ ، صلى اللهُ عليهِ وسلم .وبعدُ أيُّها المُوَحِدون: ها أنتم وقد تلبَّستم بالصلاةِ والزكاةِ والصوم ِوالحجِّ وهي فرائضُ فردية ٌ، وتقاعستم عن فرائضَ شموليةٍ لا يَـقتصِرُ على الفردِ الواحدِ تعطيلـُهَا، بل يتعدى أمَّة َالإسلام ِ بمجموعِهَا وبوصفِها أمَّة .لم تكن هذهِ إلاَّ بعضٌ من وصايا العزيزِ الرؤوفِ الرحيم . فلا تخالفوا أمَرَهُ, ولا تحيدوا عن هداهُ, فقد كانَ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ أحرصَ الناس ِعليكُم في حياتِهِ، وأرشَدَكُم لخيرِ أمركُم بعدَ مماتهِ،
فالوصية ُمنَ الفرائض، فقوموا فاعملوا مع العاملينَ لفرض ِالفروض ِوتاجهِ، ليرضى عنكم رَبُّكم،
ويشفعَ لكم نبيُّكُم، وتستغفِرَ لكم ملائكة ُالأرض ِوالسماء , فتفوزوا بالدارين . فاجعلوا من هذهِ الذكرى توبة ًإلى اللهِ وأوبَة ً, لِتـُحشروا مَعَ صاحبِ الذكرى. فكونوا منَ الغرباءِ الذينَ وجدوا كتاباً عَطـَّلهُ الناسُ وسُنـَّة ًأماتوها، فعَمِلوا على إحياءِ الكتابِ وإظهارِ السُّنةِ، لِتعُزُّوا وتسُودوا، وبهذا تكونونَ بحق ٍقد أحييتم ذكرى نبيِِّكـُم صلى اللهُ عليهِ وسلمَ .اللهمَّ أعِد علينا الذكرى القادمة َوقد رُفعت راية ُالعُقابِ خفاقة ًفوقَ قبةِ الفاتيكان ِوالبيتِ الأبيض ِوالكرملين والكنيست ، وقد حُررت وطهِّرَت، وسائرَ بلادِ المسلمين، لِيَعُمَّ الأرضَ كلَّ الأرض ِالأمنُ والأمان، والعدلُ والإحسانُ. إنكَ وليُّ ذلكَ والقادرُ عليه. ويقولونَ متى هو قل عسى أن يكونَ قريباً.
عبادَ اللهِ : إرفعوا إلى السماءِ أكفـَّكُم ، وأخرجوا حُبَّ الدنيا من نـُفوسِكُم، واربـِطُوا بربِّ العبادِ قلوبَكُم ، فالساعة ُساعة َإجابةٍ فـَأمِّنوا من بعدي:أللهمَّ خيرَ من سُئِل، وخيرَمن أجاب، نسألـُكَ ربَّنا أنْ تعجِّلَ بنصرِكَ المؤزرِالمبين، وأنْ تـُمكنَ لنا في الأرض ِكما وعدتنا، وأن تخلِصَنا من حُكامِنا الأشرار، وزعمائِنا الفجَّار، وأمرائِنا الخـُوَّار، ولا تـُآخذنا مولانا بما فعلَ السفهاءُ منا، ولا تجعل مصيبتـَنا في ديننا، وأنعِمَ علينا بحاكم ٍمنـَّا، يُقاتِلُ بسيفِنا، ويحفظُ بيضَتـَنا، ويُصلحُ أمرَنا، يرفعُ لواءَ الحقِّ، ولسانَ الصدق ِ، نرضى عنهُ، ويرضى عنـَّا، ونبلغُ بهِ ومَعَهُ غايتنا .
أللهمَّ نصركَ اللهمَّ دينك ، اللهمَّ أعزِّنا بالإسلام ِ، وأعزَّ الإسلامَ بنا، وأعزَّ الإسلامَ بقيام ِدولةِ الإسلام ، وأعزَّ دولة َالإسلام ِ بالجهاد، ليُعَزَّ بها كلُّ عزيز، ويُذلَّ بها كلُّ ذليل، واجعلنا اللهمَّ وإياكُم شهداءَ يومَ قيامها ، واجعلنا اللهمَّ مِمَّن يستمعونَ القولَ فيتبعونَ أحسنهُ ، أللهمَّ اغفر للمسلمينَ والمسلماتِ، والمؤمنينَ والمؤمناتِ الأحياءِ منهم والأموات، إنكَ مولانا قريبٌ سميعٌ مجيبُ الدَّعْوات . وآخرُدعوانا أن ِالحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ والصلاة ُوالسلامُ على إمام ِالمتقينَ وسيدِ المرسلينَ محمدٍصلى اللهُ عليهِ وسلمَ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين ، ومن استنَّ بهديهِ، وسارَ على نهجهِ إلى يوم ِالدين . قوموا إلى صلاتكم يرحمني وإياكمُ الله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق