إن المؤمن يبالغ في الدعاء ولا يرى اثر الإجابة ولا يتغير أمله ورجاؤه ولو قويت أسباب اليأس لعلمه إن الحق اعلم بالمصالح.
فأما من يريد تعجيل الإجابة ويتذمر إن لم يتعجل فذاك ضعيف الإيمان يرى إن له حقا في الإجابة كأنه يتقاضى أجرة عمله ويقاطع ذالك إن لم يتحقق له مبتغاه.
أما سمعت قصة يعقوب عليه السلام:بقي 80سنة في البلاء ورجاؤه لا يتغير فلما ضم إليه فقد بنيامين لم يتغير أمله وقال:( عسى الله أن يأتيني بهم جميعا ) وقد كشف هذا المعنى قوله تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ) [البقرة : 214] ومعلوم إن هذا لا يصدر من الرسول والمؤمنين إلا بعد طول البلاء وقرب اليأس من الفرج .
ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم :*لا يزال العبد بخير ما لم يستعجل ،قيل له:وما يستعجل ؟قال :يقول:دعوت فلم يستجب لي * -فأياك إياك أن تستطيل زمن البلاء وتضجر من كثرة الدعاء فانك مبتلى بالبلاء متعبد بالصبر والدعاء ولا تيأس من روح الله وان طال البلاء.
إنتقاء:أحمد بابا أحمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق